2025-07-07 10:23:34
في عام 2003، كتب منتخب مصر لكرة القدم صفحة جديدة من تاريخه في بطولة كأس الأمم الأفريقية التي أقيمت في تونس. رغم عدم تمكن الفراعنة من تحقيق اللقب، إلا أن أداء الفريق أظهر تطوراً ملحوظاً وقدرة على المنافسة بقوة في البطولة القارية.

البداية: التشكيلة والطموحات
قاد المدير الفني محمود الجوهري المنتخب المصري في هذه البطولة، معتمداً على مزيج من اللاعبين المخضرمين والمواهب الشابة. ضمت التشكيلة أسماء لامعة مثل حسام حسن، القائد التاريخي، وحارس المرمى عصام الحضري الذي بدأ يثبت نفسه كأحد أفضل الحراس في القارة. كما برز لاعبون مثل أحمد حسن ومحمد أبو تريكة، الذين أصبحوا لاحقاً من رموز الكرة المصرية.

كانت توقعات الجماهير المصرية معقولة، حيث لم يكن المنتخب مرشحاً بقوة للفوز باللقب، لكن الآمال كانت معقودة على تقديم أداء مشرف والعودة إلى منصات التتويج بعد غياب طويل.

مشوار البطولة: أداء مشرف وإقصاء مؤلم
بدأت مصر مشوارها في المجموعة الثانية بصحبة كل من السنغال والجزائر وزيمبابوي. في المباراة الأولى، تعادل الفراعنة مع السنغال 1-1، ثم انتصروا على الجزائر 2-1 بفضل أهداف حسام حسن وأحمد حسن. في الجولة الأخيرة من دور المجموعة، فازت مصر على زيمبابوي 3-1، لتصبح في صدارة المجموعة وتتأهل إلى ربع النهائي.
في ربع النهائي، واجهت مصر المنتخب الكاميروني، أحد أبرز المرشحين للقب. قدم الفراعنة مباراة قوية، لكنهم خسروا 1-0 بهدف في الدقائق الأخيرة، ليهزموا بإقصاء مؤلم. رغم الخروج، إلا أن الأداء العام للفريق لاقى استحساناً، خاصة في ظل المنافسة الشرسة التي قدمها أمام أحد أقوى الفرق الأفريقية آنذاك.
إرث 2003: أساس للنجاحات المستقبلية
يعتبر عام 2003 نقطة تحول للمنتخب المصري، حيث بدأ الجيل الجديد في الظهور والاستفادة من خبرات اللاعبين القدامى. كانت هذه البطولة بمثابة حجر أساس للنجاحات الكبيرة التي تحققت لاحقاً، خاصةً الفوز بثلاثة ألقاب متتالية في كأس الأمم الأفريقية (2006، 2008، 2010).
بعد 20 عاماً، لا يزال منتخب مصر 2003 يذكر كفريق جمع بين الخبرة والشباب، وقدم أداءً مشرفاً رغم عدم تحقيق اللقب. لقد كانوا نواة لجيل ذهبي حمل ألوان الفراعنة إلى القمة في السنوات التالية.
الخاتمة
منتخب مصر 2003 قد لا يكون الأكثر تتويجاً في تاريخ الكرة المصرية، لكنه كان فريقاً مميزاً وضع اللبنات الأولى لعصر جديد من الإنجازات. بطولة تونس كانت شاهدة على بداية صعود الفراعنة، مما يجعلها محطة مهمة في سجل الكرة المصرية الأفريقية.