2025-07-04 14:58:46
في ظل التطورات المستمرة حول سد النهضة الإثيوبي، تشهد العلاقات بين مصر وإثيوبيا توترات متجددة بسبب الخلافات حول إدارة الموارد المائية لنهر النيل. تعتمد مصر بشكل كبير على مياه النيل، حيث تمثل حوالي 90% من احتياجاتها المائية، بينما تسعى إثيوبيا إلى تعزيز قدرتها الكهربائية من خلال السد الذي بدأ تشييده عام 2011.
موقف مصر من سد النهضة
أعربت مصر مراراً عن قلقها من تأثير سد النهضة على حصتها المائية، خاصة في حال ملء الخزان دون اتفاق مسبق. وقد حذرت القاهرة من أن أي انخفاض كبير في تدفق المياه يمكن أن يؤثر سلباً على الزراعة والصناعة وملايين المواطنين الذين يعتمدون على النيل. كما دعت مصر إلى حلول دبلوماسية وعادلة تضمن حقوق جميع الدول المشاطئة.
ردود فعل إثيوبيا
من جانبها، تؤكد إثيوبيا أن سد النهضة ضروري للتنمية الاقتصادية، حيث سيساهم في توفير الكهرباء لملايين المواطنين ويعزز النمو الصناعي. وتصر أديس أبابا على أن السد لن يسبب ضرراً كبيراً لمصر والسودان، مشيرة إلى أن عملية الملء ستتم بشكل تدريجي. ومع ذلك، لا تزال المفاوضات بين البلدين متعثرة بسبب اختلاف وجهات النظر حول آلية التشغيل.
جهود الوساطة الدولية
شهدت الأيام الأخيرة تحركات دبلوماسية مكثفة، حيث حاولت الولايات المتحدة والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة لعب دور الوسيط بين الجانبين. ومع ذلك، لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي حتى الآن، مما يزيد من مخاطر تصاعد الأزمة.
مستقبل العلاقات المصرية الإثيوبية
رغم الخلافات، تبقى هناك فرص للحوار والتعاون بين مصر وإثيوبيا، خاصة في مجالات التجارة والاستثمار. لكن الأمن المائي يبقى القضية الأكثر إلحاحاً، مما يتطلب حلولاً مبتكرة تضمن مصالح جميع الأطراف.
في الختام، تبقى أزمة سد النهضة واحدة من أكثر القضايا تعقيداً في المنطقة، حيث يتطلب حلها إرادة سياسية قوية وتفاهمًا مشتركًا لضمان استقرار المنطقة.